آخر الأخبار

الدكتورة انتصار الزيود تكتب : هبة مسبوقة لها أبعادها في قادم الأيام

الدكتورة انتصار الزيود تكتب : هبة مسبوقة لها أبعادها في قادم الأيام
جوهرة العرب - د. انتصار الزيود 

في كل عام يقوم الكيان المحتل بقصف غزة الأبية في شهر رمضان المبارك، وذلك لتنغيص عيش أهلها الشجعان بسبب عجز كيان العدو للنيل منها، فهي كالشوكة في حلق الصهاينة منذ بدء الإحتلال، تلك البقعة الصغيرة على خارطة فلسطين والكبيرة في شجاعة أهلها، كانت ولا زالت عصية على المحتل، وكأن سكانها نوع آخر من البشر لا يشبه أحد، حتى الرضيع منهم تهابة جحافل العدو وتخشاه،وتتحطم أمام أسوارها أعتى الجيوش شراسة وظلماََ. 
هذا العام كانت غزة على نفس الموعد من القصف، وتزامن ذلك مع عملية تهجير سكان الشيخ جراح من منازلهم، وعملية الاغلاقات التي ضيقت على سكان فلسطين المحتلة كنوع من الانتقام، والتطهير العرقي، واستفزاز السكان الأصليين من الكيان المحتل، كل ذلك سبب أزمة كان نتيجتها انفجار نوعي وانتفاضة مسبوقة في كل مناطق فلسطين، وجاء على عكس ما توقع الاحتلال الذي لم يضع في حسابه يوماً ما أنه حقن عروق دماء الشباب بترياق النضال،  حيث هب فتيان فلسطين من كل حدب وصوب لتعلن للعالم بأن الحق له رجال، وكانت ليلة القدر" خير من ألف شهر " لأن الشعوب العربية فاقت من غفلتها وأدركت أن وجودها من كرامتها، وكلمتها هي التي ستكون الفيصل في قادم الأيام، رغم هشاشة المواقف السياسية. 
 لم يكن بحسابات العدو أن تنتفض الشعوب العربية التي كان من المتوقع أنها في سبات، وقاب قوسين أو أدنى من التطبيع الكامل ومعايشة تواجد الاحتلال الذي حاول مسح ذاكرة الجيل وبرمجتها على تقبل الواقع ونسيان حقيقة أن هناك كيان محتل جاثم على قلب الأمة، فكانت المفاجأة أن شباب العروبة هرعوا إلى الحدود المتآخمة مع كيان العدو وحاولوا اقتحامها بدم ثائر على الظلم وغير آبه بأية نتائج. 
فكانت أقسى ردة فعل على الإطلاق بعد أن تصرف العدو برعونة دون دراسة عواقب استفزازه المستمر، ووضع في موقف صعب، وحالة توتر وتخبط، باحثاََ عن كل الطرق التي تخرجه من الموقف، متناسياََ أنه بذلك أعاد القضية الفلسطينية إلى الواجهة، ونسف كل جهد  بذله في تهيئة الجيل للتطبيع بضربة صاروخ فجرت كل التراكمات والحقائق الثابتة بحق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن أرضه، ولفت نظر الأمة بأن أية وجهة أو تحرك لا تكون فيه البوصلة موجهة نحو القدس هو تخاذل وتنازل عن كرامة الأمة العربية والإسلامية. 
نحن شعوب عاطفية نثور ونهدأ، ونشعر بالإحباط إذا لم نحرز تقدماََ، ولكن هذا الحدث له أبعاده في قادم الأيام، لأن ما حدث لن تطوى صفحته، ويكفي أن الجيل شاهد درساََ لم يشاهده في كل مناهج التعليم ووسائل الإعلام التي تناست القضية واستمزجت التطبيع، وعرف أن هناك احتلال زيف الحقائق، وهناك شعب أعزل يذود عن كرامة أمة المليار، وواجبها أن تهب لنصرته، وهذا لن يتم إلا بإعادة تدوير المبادئ والقيم المزيفة التي زرعت في ذهن الجيل، واستبدالها بالإيمان المطلق والحتمي أن وجودنا في هذا العالم يرتكز على عقيدة وثوابت مستمدة من ديننا الحنيف وقيمنا الأخلاقية التي تأبى الذل والهوان والصفار بين الأمم.
ملاحظة: أسقطت بعض الكلمات الوهمية مثل: دولة إسرائيل ووضعت المسميات الحقيقية في مكانها.