آخر الأخبار

ماجد عبدالله الخالدي يكتب : بين الصور المشرقة وصورة التجاوزات .. ألف سؤال وسؤال ؟!

ماجد عبدالله الخالدي يكتب : بين الصور المشرقة وصورة التجاوزات .. ألف سؤال وسؤال ؟!
جوهرة العرب - ماجد عبدالله الخالدي / مدير التحرير 

مشهد متكرر عند كل وقفة احتجاجية يشهدها الوطن، على اختلاف أسباب تلك الوقفات ودوافعها، وهتفاتها ومنظميها، و أحداثها ونتائجها، مشهد يبعث في العقل الف سؤال وسؤال، ولعل أبرزها : لماذا تصمت أصوات المعلقين عن الصور المشرقة، بينما تتهافت الانتقادات والتعليقات على صورة تمثل تجاوز فردي؟ قبل أن نعرف أسباب التجاوز حتى!!.

لست مدافعا هنا عن التجاوزات، ولكني أرى من الظلم أن يتم تجاهل دور وجهود جهاز مثالي كجهاز الأمن العام، من أجل تجاوز فردي، فمثلما نطالب بالانصاف ومعاقبة المتجاوز، علينا أن نطالب أيضا بالانصاف وتقديم الشكر لهؤلاء الرجال الذين تحملوا ما تحملوه من تعب ومشقة، في سبيل الحفاظ على أشخاص حملوا رسالة تظاهرية من جهة، والحفاظ على ممتلكات الوطن العامة والخاصة من جهة أخرى.

سؤال آخر، لماذا يسعى البعض لاستعطاف الرأي العام ضد التجاوزات؟! فعندما كنت اتصفح موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، وأقرأ هنا وهناك، رأيت منشورا يتحدث عن فتاة تعرضت لـ "شد شعر" في احتجاجات اليوم، ويقول صاحب المنشور : طفلة عمرها ١٥ عاما!! كيف أصبح عمرها ١٥ عاما وهي تمارس عملها الصحفي منذ العام ٢٠١١؟! أي أن عمرها يقارب الـ ٣٠ عاما، ولما أستُخدِم وصف "طفلة"؟! أهي محاولة لاستعطاف المُشاهد؟! أم هي دليل على عدم فهم الناشر لما يقوم بنشره؟! فإن كانت الأولى فتلك مصيبة، وإن كانت الثانية فالمصيبة اعظم!!!.

سؤال أهم : كيف يمكن إيقاف تلك التجاوزات بنشر الشائعات، قبل أن نطالب بإيقاف تجاوزات التعامل مع المواطنين؟! وأرى انه قد أصبح من الضروري، تفعيل رقابة شديدة على مواقع التواصل الاجتماعي، وإنزال العقوبات الصارمة الرادعة بحق ناشري الشائعات، لإيقاف مهزلة "نسخ لصق دون التأكد من صحة المعلومة"، كما أصبح من الضروري حماية القطاع الإعلامي بشكل عام من خلال الحفاظ على دوره بنقل المعلومة، على أن يتم تحديد نشر الأخبار على مواقع التواصل الاجتماعي بالإشارة إلى مصدر المعلومة (الموقع الإخباري المرخص لدى هيئة الإعلام مالك الخبر).

حفظ الله الأردن، قيادة وشعبا، وحفظ الله جيشنا العربي الباسل، واجهزتنا الأمنية التي كانت وستبقى مثالا يحتذى به في تطبيق القانون والتعامل الأخلاقي والإنساني في جميع المواقف.