توقعات أسعار النفط: تحديات تخفيض الإنتاج وتصاعد التوترات الجيوسياسية

١٢ ابريل ٢٠٢٤     يتم تداول النفط الخام(WTI) عند 85.10 دولار مع بداية تعاملات اليوم الجمعة.  فقدانخفضت أسعار النفط بعد تقرير أوبك الشهري حيث أصدرت المجموعة تحذيرًا بأنها ستراقب عن كثب توازن سوق النفط مع الارتفاع المتوقع في الطلب خلال فصل الصيف. وعلى الجانب الجيوسياسي، قالت المخابرات الأمريكية أنها تتوقع تصاعد الهجمات من إيران على أهداف إسرائيلية أو أمريكية في الشرق الأوسط ردًا على الهجمات في دمشق. غير أن الحوثيين في اليمن يستهدفون السفن في خليج عدن ويهاجمون مدمرة أمريكية مما يرفع حدة مخاوف شح المعروض.  أيضاً تماسك الدولار الأمريكي بعد تأكيد البنك المركزي الأوروبي لرغبته في خفض سعر الفائدة في يونيو. وصدور أرقام مؤشر أسعار المنتجين الأمريكي (PPI) بما يتماشى مع التوقعات أو أقل منها. مما قلص قوة الدولار الأمريكي التي كانت قائمة على فكرة أن جميع عناصر التضخم ستستمر في القفز إلى الأعلى أو ستظل مرتفعة.  ومن وجهة نظري ستؤثر بيانات التضخم لشهر مارس على توقعات السوق بشأن تحول بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة في اجتماع يونيو.وأتوقع أن تبقى بيانات التضخم عنيدة بسبب ارتفاع أسعار النفط والإيجارات وتكاليف التأمين ورسوم إدارة المحافظ.  كما يحمل تقرير أوبك الشهري رسالة مفادها أن أوبك ستراقب الصيف عن كثب وستتدخل عند الحاجة، مع تلميحات بانهاء اجراءات التخفيض إذا لزم الأمر. في حين تبقى صادرات النفط المكسيكية ثابتة، على الرغم من عدم تعافيها بعد تراجعها في مارس إلى أدنى مستوياتها منذ عام 2019. ومن المقرر أن تستأنف شركة أوكسيدنتال بتروليوم إنتاجها في خليج المكسيك بعد تسرب في الأنابيب في وقت سابق.  وأفادت أرامكو السعودية أنها ستقوم بتسليم الكميات التعاقدية الكاملة للمستهلكين الآسيويين. وهنا يبدو لي أن العرض والطلب العالميان متقاربان للغاية، مما يشير إلى توازن هش في الأسواق، لذا أعتقد أنه يمكن أن يكون هناك ارتفاع طفيف في أسعار النفط بمجرد انهيار  هذا التوازن.  ومن ناحية جيوسياسية تعتقد المخابرات الأمريكية أن إيران من المقرر أن تنفذ ضربات كبيرة بطائرات بدون طيار وصواريخ، على الرغم من تصريحات المسؤولين الايرانيين مؤخراً بأن بلادهم لن تبالغ في الرد وأنهم ليسوا معنيين باشعال حرب في المنطقة.  ومن وجهة نظري، فإن التوترات المتصاعدة في منطقة الشرق الأوسط تحافظ على الطلب دون تغيير. مما جعل سعر النفط يصحح هبوطاً بعد تسجيل أعلى مستوى جديد خلال خمسة أشهر عند 87.50 دولار. لذا فالمخاوف المسيطرة هنا هي التدخل الإيراني المباشر في الحرب الإسرائيلية الفلسطينية، مع إعلان الجيش الإسرائيلي عن استعداده لغزو رفح، الملاذ الأخير للفلسطينيين الذين شردوا، ولا أعتقد أنها ستتدخل في اي حال من الاحوال.  لكن في حال دخول إيران إلى الحرب في غزة سوف يتعطل بشكل كبير سلسلة إمدادات النفط. حيث تعتبر ثالث أكبر منتج للنفط في منظمة أوبك، ومشاركتها المباشرة في الحرب ستؤدي إلى تحركات كبيرة في سوق النفط وسيكون له تأثير إيجابي على سعر النفط.  وفي نفس الوقت، أدت هجمات الطائرات بدون طيار الأوكرانية على البنية التحتية النفطية الروسية إلى استمرار المخاوف من حدوث خلل في إمدادات النفط.  مما يدعم الاتجاه الصاعد للأسعار في المدى القريب والمتوسط.  التحليل الفني لـ أسعار النفط الخام (WTI):  تقفز أسعار النفط إلى أعلى مع اقتراب التوترات في الشرق الأوسط من وضع شكل وتحركات جديدة. بعد أن تعهدت إيران بالانتقام من إسرائيل أو أي أصول أمريكية في المنطقة، حيث سيعتبر أي تصاعد في التوترات بمثابة نفق مظلم ستدخله المنطقة بأكملها ونزاع طويل الأمد مع خطر انقطاع امدادات النفط. وكل هذه العناصر كافية للمتداولين لتسعير ارتفاع أكبر للنفط الخام، والذي ربما يقترب من 90 دولار في المدى المتوسط.