آخر الأخبار

دبي … التعليم والثقافة.. علاقة متبادلة لغدٍ أكثر استدامة

دبي … التعليم والثقافة.. علاقة متبادلة لغدٍ أكثر استدامة
جوهرة العرب

تربط بين التعليم والثقافة علاقة تكاملية، فهما سوياً يلعبان دوراً جوهرياً في إطلاق الطاقات والإبداعات وتعزيز الكفاءات والارتقاء بالمجتمعات عبر تنمية أجيال متعلمة ومثقفة تعي أهمية الاثنين معاً. والمنظومة التعليمية الصحيحة التي تهتم ببناء شخصيات أجيالها، تقدم بالضرورة قسطاً من الثقافة للمتعلّمين على مدار سنوات دراستهم إلى جانب المعارف الأخرى؛ فالمجالات الثقافية والإبداعية تشكّل عنصراً مهماً في تكوين شخصية الإنسان الحضاري الواعي لما حوله والقادر على مواجهة المشكلات وابتكار حلول لها.
إن اليوم الدولي للتعليم هو فرصة لتسليط الضوء على أهمية تضمين الثقافة والفنون في التعليم، مع التأكيد على أهمية تطوير التعليم والتدريب المهني، كمفتاح لازدهار المواهب الناشئة وبناء الجيل القادم من المبدعين. ويمكن القيام بذلك ضمن المنظومة التعليمية عبر تضمين الثقافة في المنهاج التعليمي، ومن خارج المنظومة التعليمية من خلال تطوير البرامج وورش العمل والتدريب المهني بالشراكة بين جميع الجهات والمؤسسات المختصة بالثقافة والتعليم. وكجهة مؤتمنة على قطاع الثقافة والإبداع في إمارة دبي، نعمل في "دبي للثقافة" بالتعاون مع الهيئات الأكاديمية على خلق مسارات علمية معنية بالثقافة والفنون، وتوفير بيئة داعمة وحاضنة للمواهب المحلية في مراحل التعليم العام والعالي، وتمتد إلى المجالات التدريبية.
تشكل الموهبة والتعليم محوراً أساسياً من محاور استراتيجيتنا، ولتلبية متطلبات هذا المحور، نلتزم بدعم منظومة بيئية تشجع على نمو المواهب الناشئة. في سبيل ذلك، نحرص على أن تكون متاحفنا ومكتباتنا العامة وأصولنا الأخرى مراكز تعليمية ومعرفية للطلاب والأجيال القادمة. فعلى سبيل المثال، نعمل دوماً، بالتعاون مع وزارة التعليم وهيئة المعرفة والتنمية البشرية، على إعداد زيارات مدرسية إلى المتاحف تتضمن بعض الأنشطة الطلابية التي تحث على التعلم من خلال العمل الجماعي القائم على الاستكشاف وتنمية التفكير النقدي ومهارات التواصل؛ لضمان إثراء تجربة التعلم لدى الطلاب بما یدعم متطلبات المنهج الدراسي. كما تحتضن مكتباتنا العامة الكثير من البرامج والأنشطة المبتكرة الهادفة التي تهدف إلى تعزيز معارف الصغار واليافعين والارتقاء بمهاراتهم الإبداعية وتعزيز قيم الإلهام في نفوسهم.
من أجل إتاحة فرصة متساوية أمام الجميع للحصول على المصادر المعرفية والتعليمية والثقافية، لابدّ من مواكبة تكنولوجيا العصر. لذا، نستثمر في الأدوات التكنولوجية المتقدمة لإقامة طيف متنوع من الورش المتخصصة والمبتكرة، والجلسات الحوارية التثقيفية ضمن المنصات الافتراضية، إضافة إلى إطلاق مبادرات تعليمية وتدريبية متخصصة، مثل مبادرة "التعليم الإلكتروني" بالشراكة مع "لينكدإن" التي نوفر من خلالها دورات تعليمية مجانية متخصصة لتنمية المهارات والأفق المعرفي لجميع المواهب والمحترفين ورواد الأعمال الإبداعية.
من الضروري أن تبدأ مرحلة البناء الثقافي منذ الصغر، والعمل على تمتين العلاقة بين الثقافة والتعليم عن طريق تفعيل المناهج التعليمية التي ترسخ الإبداع وتغرس روح الابتكار، وتشجيع المبادرات الثقافية والتربوية؛ من أجل رعاية المواهب وتعزيز الإبداع وخلق مجتمع من العقول النيّرة المتميزة التي تساهم في خدمة الوطن وبناء غد أفضل وأكثر استدامة.