الدكتور محمد العتايقة يكتب : خط الباص سريع التردد

ليس من المنطق ولا المعقول ان يخصص طريق بطول ٢٥ كم بواقع مسربين من اجل عدد لا يتجاوز الثلاثين حافلة علما ان انشاء هذا  المسار ادى الى تضييق الطرق التي تسير عليها المركبات الاخرى وبالتالي لن تحل مشكلة ازمة السير بهذه الطريقة  وانما ستزبد الامور تعقيدا .

الخطأ الكبير الاقتناع من قبل الحكومات السابقة بفكرة الباص السريع والخطأ الاكبر يقع على الحكومة الحالية ان تبقى على قناعة اسلافها من الحكومات بهذه الفكرة وبأنها ناجعة وناجحة وتقنع نفسها والشعب بها واعتقد بان الحكومة نفسها غير مقتنعة ولا  تنوي استثمار الاخطاء السابقة الى نجاح حقيقي بل على اعينها وقلبها غشاوة لا تريد حتى التفكير بهذا الامر .

عندما نعلم ان طول هذا المسرب 25 كم يعني 25 الف متر ولو افترضنا جدلا  ان المسافة بين المركبات مع حجم المركبة 25 مترا يعني ان هذا الطريق سيتسع الى 1000 مركبة لكل مسرب وهذا العدد متجدد لكل نصف ساعة اي اننا سنسير ونؤمن وصول 1000 مركبة كل نصف ساعة الى وجهتها  فبهذه الطريقة نستطيع التخفيف بخلقنا مسرب اضافي وسوف تدور عجلة المركبات وفي غضون نصف ساعة الجميع سيصل الى وجهته دون ازمات خانقة بدلا من حجز هذا المسار لثلاثين حافلة فقط .

فكرة الباص سريع التردد لن تفلح في مجتمعاتنا لانه لا يوجد عندنا ثقافة (اترك سيارتك وامتطي حافلة النقل العام) ونقول هنا خلف الله على البنوك التي لم توفر جهدا لتوفير التمويل الميسر للكثير من ابناء الوطن بقصد شراء سيارة فاصبح الكثير من الاسر يمتلك اكثرمن سيارة فلذلك يا سادة لا يوجد  عند الاخوة  ثقافة (اترك سيارتك واطلع مع اخوك) لكي تكون عندنا ثقافة اترك سيارتك واطلع في حافلات النقل العام.

لذلك الرجوع عن الخطأ فضيلة فلا بد ان ننظر الى هذا الطريق الذي كلف الحكومات الكثير الكثير على انه استبدال الجزيرة الوسطية الى طريق  يخدم الجميع .

هذا وان وجد من يصغي الى افكار الشعب .